تورط الأمريكيين في هذه الحروب فوّت على الإدارة الأمريكية فرصة الالتفاف على إيران أو ضربها أو إسقاط نظامها. الإيرانيون مصدر قلق وتهديد قادم من بعيد للمصالح الأمريكية ولمصالح أصدقائها في المنطقة، خصوصا مصالح إسرائيل ومستقبلها..وهذا التباطؤ، كان كفيلا بأن يجعل إيران تفلت من عنق الزجاجة وتطور نفسها عسكريا وماديا في ظل ارتفاع أسعار البترول وحرية الحركة!
الرؤساء ثلاثة: رئيس يمجّده التأريخ ورئيس يلعنه التأريخ ورئيس لا يذكره التأريخ ...
قد عرف العالم نظرة التأريخ عن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش، وكيف تم تصنيفه. والذي لم يعرف ذلك، عليه أن يقرأ ما نشره مركز البحوث "بي أي دبليو" الأمريكي، حيث استطلع أراء الأمريكيين عن رئيسهم وعن أدائه وتصرفه خلال عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية. فقد أجاب أكثر من ثلثي من تم استطلاعهم بأنهم سيبقون يتذكرون إخفاقات رئيسهم على مرّ الزمن، وهذا ما يشير إلى درجة التذمر والامتعاض، التي وصل إليها الأمريكيون جراء سوء إدارة حاكمهم!
غادر بوش البيت الأبيض في يوم 20 كانون ثاني (يناير)، وفي جعبته صفحات من المذكرات التي تشير إلى أنه أسوأ رئيس أمريكي منذ أن تأسست هذه الدولة، لما حصل في عهده من إشكالات عويصة قوبلت بفشل إداري وتخبط سياسي واضطراب رؤى وابتعاد عن صلب الواقع وتهوّر في اتخاذ القرارات الصعبة. التصرفات الارتجالية المتطرفة غير المدروسة للرئيس السابق بوش، أدت إلى نقصان كبير في الثقل الكمي والنوعي للولايات المتحدة، وإلى تراجع مضطرد في سمعتها وهيبتها أمام دول العالم.
لقد ظهرت بوادر الكبر والشيخوخة على ملامح الحضارة الأمريكية، وكأنها في طريقها إلى التحلل والاندثار، بعدما كانت تخيف العالم في سطوتها وشدة بأسها.
ثمان سنوات عجاف وأمريكا تعاني الأمرين....تترنح من شدة الأزمات ومن المحن المتوالية... تتألم من أمراض مزمنة مستشرية أقضت مضجعها وغيرت طابعها وفتت قواها، حتى بدت للداني والقاصي وكأنها إمبراطورية في طور الضمور...فقد أضحت مقعدة منكسرة أمام محن صعاب لا حول ولا قوة لها في التملص منها أو السيطرة عليها.
أجج بوش حربا شعواء في كل من أفغانستان والعراق بعد انهيار برجي التجارة العالمية عام 2001م، سميت بـ"الحرب على الإرهاب"، وبدأ بوش هذه الحرب، ولكنه لم يعرف كيف ينهيها!.
لم تفلح أمريكا بما توهمت به.... فهذه الحرب لم تكن نزهة، بل استمر النزيف البشري والمادي طوال ما ينيف على الست سنوات، عرف العالم خلالها بأن أمريكا قد تورطت في مأزق صعب لا تدرك كيف تخرج منه، فقد أضحت محصورة بين كفي كماشة، ذراعيها أفغانستان والعراق.
خروج أمريكا من هذين البلدين وانسحاب قواتها منهما يعني إيقاف هذا النزف المستمر في الدم والمال، لكن هذا يعني في نفس الوقت فشلها في مشروعها ومهمتها وانتصار لأعدائها، وهو حل لا يمكن تصوره أو تحمله. الحل الآخر هو أن تبقى قواتها غارقة في الوحل التي هي فيه، وهذا يعني استمرار الخسائر والموت البطيء وإلى مدى غير منظور! لا يوجد حل سحري آخر، وكلا الحلين مرّ كالعلقم لا يمكن تجرعه!
الحرب على الإرهاب كانت تحمل في طياتها مشروعا جبارا اسمه "مشروع الشرق الأوسط الكبير". هذا المشروع تتأبطه أجندة ضخمة، يتم من خلالها تنظيف منطقة الشرق الأوسط من الأنظمة المعادية للنهج الأمريكي وباستخدام شتى الأساليب، ومن ضمنها التدخل العسكري المباشر وتحت يافطة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إلاّ أن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن الحربية الأمريكية، فقد فشلت المرحلة الأولى من هذه الحملة على أبواب العراق وأفغانستان وتوقف المشروع برمته ومات قبل أن يولد.
تورط الأمريكيين في هذه الحروب فوّت على الإدارة الأمريكية فرصة الالتفاف على إيران أو ضربها أو إسقاط نظامها. الإيرانيون مصدر قلق وتهديد قادم من بعيد للمصالح الأمريكية ولمصالح أصدقائها في المنطقة، خصوصا مصالح إسرائيل ومستقبلها. تعامل الإيرانيين مع الذرة هو خط أحمر لا تقبل به أمريكا على الإطلاق، لما يشكله ذلك من إمكانية الحصول على السلاح النووي، والذي يعني اختلال واضح في ميزان القوى في المنطقة وتهديد مباشر لأمن إسرائيل.
التخلص الأكيد من هذا الخطر يتم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وإزالتها عن بكرة أبيها. إلاّ أن وجود القوات الأمريكية في العراق وبكثافة، مما قد يعرضها لعمليات عسكرية واسعة ضدها من قبل الموالين لإيران، والارتفاع المضطرد في أسعار البترول العالمية، التي قد تصل إلى مستويات خيالية إذا ما حصل نقص حاد في مصادر التمويل، إضافة إلى الرفض الأوربي المتكرر لاستعمال القوة، كانت أسباب قوية لمنع أو تأجيل الهجوم العسكري على إيران خلال الفترة الماضية، خاصة وأن الأمريكيين كانوا يخشون التصدي للمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج جراء هذا الهجوم وهم في ظروف استثنائية صعبة وحالة ضعف مادي ومعنوي بسبب عدم نجاحهم في حربهم على العراق وأفغانستان.
هذا التباطؤ كان كفيلا بأن يجعل إيران تفلت من عنق الزجاجة وتطور نفسها عسكريا وماديا في ظل ارتفاع أسعار البترول وحرية الحركة!
ووصل ـ التباطؤ ـ إلى مرحلة الكساد والركود. أكثر من 11 مليون أمريكي عاطل عن العمل، والبطالة وصلت إلى أكثر معدلاتها منذ 16 عاما . واحد من مجموع عشرة أشخاص يملكون عقارا أصبح مهددا بفقدان بيته لعدم قدرته على تسديد الديون المتعلقة بذمته. أسواق البورصات تشهد انحدارات في الأسعار لم يشهد لها التأريخ مثيلا إلاّ في عام 1931م، حيث فقد مؤشر "داو جونز الصناعي" على سبيل المثال أكثر من 33 في المائة من قيمه خلال عام 2008م. ملايين الأمريكيين فقدوا مساكنهم وأموالهم وأحلامهم....الحكومة تصرف ما لا تملك والعجز في الميزانية يصل إلى 455 مليار دولار.
انهارت أسواق العقارات الأمريكية وتهدد الكثير من المؤسسات المالية والاقتصادية، حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس والسقوط لولا الإسعافات الأولية المضنية والجرعات المنشطة التي وهبتها الحكومة. إلاّ أن تأثيرات هذه الإسعافات ستبقى مؤقتة وربما تعود الأزمة من جديد طالما بقيت أسبابها. معالجة الأعراض لا تنفع لأنها ستبقى حلول سطحية لا تعالج خفايا العلة ومسبباتها، معالجة الجذور هو الطريق الأنجع للوصول إلى مكامن الخلل.
هذا الانهيار الاقتصادي الحاد في مظهره والمزمن في أسبابه أدى إلى خسائر مالية كبيرة ليس فقط في المؤسسات المالية الأمريكية فحسب بل راح ضحيته الكثير من المؤسسات المالية العالمية وخسر الكثيرون رؤوس أموالهم! وقد صاحب هذه الأزمة المالية كساد اقتصادي عالمي لم ولن يسلم من تأثيراته أحد! أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد تأزمت العلاقات أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد تأزمت العلاقات الأمريكية الروسية إبان فترة حكم بوش إلى درجة أن شبهها البعض بأيام الحرب الباردة. فقد شجعت أمريكا انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال القمة الأخيرة لهذا الحلف في بوخارست في شهر نيسان " أبريل" من العام المنصرم، مما أغاض روسيا وجعلها تهدد باتخاذ إجراءات انتقامية.
كما دعمت الجورجيين إبان الحرب الروسية الجورجية التي اندلعت في شهر أغسطس في العام الماضي، وانتقدت بشدة التوغل العسكري الروسي في الأراضي الجورجية. ثم وقعت أمريكا مباشرة مع بولندا معاهدة إستراتيجية تتضمن نشر منظومة صواريخ اعتراضية في قاعدة قرب السواحل البولونية على بحر البلطيك، وهذا ما اعتبرته روسيا تهديدا صريحا لأمنها ولاستقرارها مما شنج علاقاتها مع أمريكا وأنهى مرحلة المرح والغزل بينهما.
لم تكن العلاقات الأمريكية جيدة مع الكثير من دول العالم إبان حكم بوش بل حصل برود وامتعاض حتى مع بعض حلفاء أمريكا الإستراتيجيين وأصدقائها. فقد توترت العلاقات مع فرنسا إبان حكم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، نتيجة للهجوم العسكري الأمريكي على العراق الذي أدى إلى فقدان فرنسا لمصالحها الإستراتيجية في هذا البلد، وبقيت هذه العلاقات متشنجة حتى انتخاب ساركوزي رئيسا لفرنسا. التذمر من السياسات الأمريكية لم يقتصر على فرنسا فقط، وإنما شمل دولا أوربية أخرى ودولا غير أوربية تعتبر صديقة حميمة لأمريكا وعلى طول الخط.
كانت القضية الفلسطينية نسيا منسيا إبان فترة حكم بوش ، فإنه لم يحرك ساكنا في هذا الملف الذي ظهر وكأنه غير معني فيه باستثناء مبادرته المتعلقة بمؤتمر "أنابوليس" للسلام، والذي لم يثمر شيئا. لكنه كان حاضرا أثناء الهجوم العسكري الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة المعزول، ليصفه بأنه دفاع عن النفس! فإسرائيل، في نظره، تدافع عن نفسها من بطش الفلسطينيين
الرؤساء ثلاثة: رئيس يمجّده التأريخ ورئيس يلعنه التأريخ ورئيس لا يذكره التأريخ ...
قد عرف العالم نظرة التأريخ عن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش، وكيف تم تصنيفه. والذي لم يعرف ذلك، عليه أن يقرأ ما نشره مركز البحوث "بي أي دبليو" الأمريكي، حيث استطلع أراء الأمريكيين عن رئيسهم وعن أدائه وتصرفه خلال عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية. فقد أجاب أكثر من ثلثي من تم استطلاعهم بأنهم سيبقون يتذكرون إخفاقات رئيسهم على مرّ الزمن، وهذا ما يشير إلى درجة التذمر والامتعاض، التي وصل إليها الأمريكيون جراء سوء إدارة حاكمهم!
غادر بوش البيت الأبيض في يوم 20 كانون ثاني (يناير)، وفي جعبته صفحات من المذكرات التي تشير إلى أنه أسوأ رئيس أمريكي منذ أن تأسست هذه الدولة، لما حصل في عهده من إشكالات عويصة قوبلت بفشل إداري وتخبط سياسي واضطراب رؤى وابتعاد عن صلب الواقع وتهوّر في اتخاذ القرارات الصعبة. التصرفات الارتجالية المتطرفة غير المدروسة للرئيس السابق بوش، أدت إلى نقصان كبير في الثقل الكمي والنوعي للولايات المتحدة، وإلى تراجع مضطرد في سمعتها وهيبتها أمام دول العالم.
لقد ظهرت بوادر الكبر والشيخوخة على ملامح الحضارة الأمريكية، وكأنها في طريقها إلى التحلل والاندثار، بعدما كانت تخيف العالم في سطوتها وشدة بأسها.
ثمان سنوات عجاف وأمريكا تعاني الأمرين....تترنح من شدة الأزمات ومن المحن المتوالية... تتألم من أمراض مزمنة مستشرية أقضت مضجعها وغيرت طابعها وفتت قواها، حتى بدت للداني والقاصي وكأنها إمبراطورية في طور الضمور...فقد أضحت مقعدة منكسرة أمام محن صعاب لا حول ولا قوة لها في التملص منها أو السيطرة عليها.
أجج بوش حربا شعواء في كل من أفغانستان والعراق بعد انهيار برجي التجارة العالمية عام 2001م، سميت بـ"الحرب على الإرهاب"، وبدأ بوش هذه الحرب، ولكنه لم يعرف كيف ينهيها!.
لم تفلح أمريكا بما توهمت به.... فهذه الحرب لم تكن نزهة، بل استمر النزيف البشري والمادي طوال ما ينيف على الست سنوات، عرف العالم خلالها بأن أمريكا قد تورطت في مأزق صعب لا تدرك كيف تخرج منه، فقد أضحت محصورة بين كفي كماشة، ذراعيها أفغانستان والعراق.
خروج أمريكا من هذين البلدين وانسحاب قواتها منهما يعني إيقاف هذا النزف المستمر في الدم والمال، لكن هذا يعني في نفس الوقت فشلها في مشروعها ومهمتها وانتصار لأعدائها، وهو حل لا يمكن تصوره أو تحمله. الحل الآخر هو أن تبقى قواتها غارقة في الوحل التي هي فيه، وهذا يعني استمرار الخسائر والموت البطيء وإلى مدى غير منظور! لا يوجد حل سحري آخر، وكلا الحلين مرّ كالعلقم لا يمكن تجرعه!
الحرب على الإرهاب كانت تحمل في طياتها مشروعا جبارا اسمه "مشروع الشرق الأوسط الكبير". هذا المشروع تتأبطه أجندة ضخمة، يتم من خلالها تنظيف منطقة الشرق الأوسط من الأنظمة المعادية للنهج الأمريكي وباستخدام شتى الأساليب، ومن ضمنها التدخل العسكري المباشر وتحت يافطة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إلاّ أن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن الحربية الأمريكية، فقد فشلت المرحلة الأولى من هذه الحملة على أبواب العراق وأفغانستان وتوقف المشروع برمته ومات قبل أن يولد.
تورط الأمريكيين في هذه الحروب فوّت على الإدارة الأمريكية فرصة الالتفاف على إيران أو ضربها أو إسقاط نظامها. الإيرانيون مصدر قلق وتهديد قادم من بعيد للمصالح الأمريكية ولمصالح أصدقائها في المنطقة، خصوصا مصالح إسرائيل ومستقبلها. تعامل الإيرانيين مع الذرة هو خط أحمر لا تقبل به أمريكا على الإطلاق، لما يشكله ذلك من إمكانية الحصول على السلاح النووي، والذي يعني اختلال واضح في ميزان القوى في المنطقة وتهديد مباشر لأمن إسرائيل.
التخلص الأكيد من هذا الخطر يتم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وإزالتها عن بكرة أبيها. إلاّ أن وجود القوات الأمريكية في العراق وبكثافة، مما قد يعرضها لعمليات عسكرية واسعة ضدها من قبل الموالين لإيران، والارتفاع المضطرد في أسعار البترول العالمية، التي قد تصل إلى مستويات خيالية إذا ما حصل نقص حاد في مصادر التمويل، إضافة إلى الرفض الأوربي المتكرر لاستعمال القوة، كانت أسباب قوية لمنع أو تأجيل الهجوم العسكري على إيران خلال الفترة الماضية، خاصة وأن الأمريكيين كانوا يخشون التصدي للمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج جراء هذا الهجوم وهم في ظروف استثنائية صعبة وحالة ضعف مادي ومعنوي بسبب عدم نجاحهم في حربهم على العراق وأفغانستان.
هذا التباطؤ كان كفيلا بأن يجعل إيران تفلت من عنق الزجاجة وتطور نفسها عسكريا وماديا في ظل ارتفاع أسعار البترول وحرية الحركة!
ووصل ـ التباطؤ ـ إلى مرحلة الكساد والركود. أكثر من 11 مليون أمريكي عاطل عن العمل، والبطالة وصلت إلى أكثر معدلاتها منذ 16 عاما . واحد من مجموع عشرة أشخاص يملكون عقارا أصبح مهددا بفقدان بيته لعدم قدرته على تسديد الديون المتعلقة بذمته. أسواق البورصات تشهد انحدارات في الأسعار لم يشهد لها التأريخ مثيلا إلاّ في عام 1931م، حيث فقد مؤشر "داو جونز الصناعي" على سبيل المثال أكثر من 33 في المائة من قيمه خلال عام 2008م. ملايين الأمريكيين فقدوا مساكنهم وأموالهم وأحلامهم....الحكومة تصرف ما لا تملك والعجز في الميزانية يصل إلى 455 مليار دولار.
انهارت أسواق العقارات الأمريكية وتهدد الكثير من المؤسسات المالية والاقتصادية، حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس والسقوط لولا الإسعافات الأولية المضنية والجرعات المنشطة التي وهبتها الحكومة. إلاّ أن تأثيرات هذه الإسعافات ستبقى مؤقتة وربما تعود الأزمة من جديد طالما بقيت أسبابها. معالجة الأعراض لا تنفع لأنها ستبقى حلول سطحية لا تعالج خفايا العلة ومسبباتها، معالجة الجذور هو الطريق الأنجع للوصول إلى مكامن الخلل.
هذا الانهيار الاقتصادي الحاد في مظهره والمزمن في أسبابه أدى إلى خسائر مالية كبيرة ليس فقط في المؤسسات المالية الأمريكية فحسب بل راح ضحيته الكثير من المؤسسات المالية العالمية وخسر الكثيرون رؤوس أموالهم! وقد صاحب هذه الأزمة المالية كساد اقتصادي عالمي لم ولن يسلم من تأثيراته أحد! أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد تأزمت العلاقات أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد تأزمت العلاقات الأمريكية الروسية إبان فترة حكم بوش إلى درجة أن شبهها البعض بأيام الحرب الباردة. فقد شجعت أمريكا انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال القمة الأخيرة لهذا الحلف في بوخارست في شهر نيسان " أبريل" من العام المنصرم، مما أغاض روسيا وجعلها تهدد باتخاذ إجراءات انتقامية.
كما دعمت الجورجيين إبان الحرب الروسية الجورجية التي اندلعت في شهر أغسطس في العام الماضي، وانتقدت بشدة التوغل العسكري الروسي في الأراضي الجورجية. ثم وقعت أمريكا مباشرة مع بولندا معاهدة إستراتيجية تتضمن نشر منظومة صواريخ اعتراضية في قاعدة قرب السواحل البولونية على بحر البلطيك، وهذا ما اعتبرته روسيا تهديدا صريحا لأمنها ولاستقرارها مما شنج علاقاتها مع أمريكا وأنهى مرحلة المرح والغزل بينهما.
لم تكن العلاقات الأمريكية جيدة مع الكثير من دول العالم إبان حكم بوش بل حصل برود وامتعاض حتى مع بعض حلفاء أمريكا الإستراتيجيين وأصدقائها. فقد توترت العلاقات مع فرنسا إبان حكم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، نتيجة للهجوم العسكري الأمريكي على العراق الذي أدى إلى فقدان فرنسا لمصالحها الإستراتيجية في هذا البلد، وبقيت هذه العلاقات متشنجة حتى انتخاب ساركوزي رئيسا لفرنسا. التذمر من السياسات الأمريكية لم يقتصر على فرنسا فقط، وإنما شمل دولا أوربية أخرى ودولا غير أوربية تعتبر صديقة حميمة لأمريكا وعلى طول الخط.
كانت القضية الفلسطينية نسيا منسيا إبان فترة حكم بوش ، فإنه لم يحرك ساكنا في هذا الملف الذي ظهر وكأنه غير معني فيه باستثناء مبادرته المتعلقة بمؤتمر "أنابوليس" للسلام، والذي لم يثمر شيئا. لكنه كان حاضرا أثناء الهجوم العسكري الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة المعزول، ليصفه بأنه دفاع عن النفس! فإسرائيل، في نظره، تدافع عن نفسها من بطش الفلسطينيين
الأربعاء 16 ديسمبر 2009, 9:02 am من طرف mobi
» قصة الكرواسون
الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 9:35 am من طرف mobi
» عندما تجرح الانثي
الإثنين 07 ديسمبر 2009, 10:59 am من طرف mobi
» فصص فصيرة
السبت 05 ديسمبر 2009, 12:16 pm من طرف good_heart
» اجمل جمل بالعالم
السبت 05 ديسمبر 2009, 9:27 am من طرف عاشق لتراب مصر
» الي رجل ...الي نزار
الخميس 26 نوفمبر 2009, 9:59 am من طرف عاشق لتراب مصر
» نزار والسيدة
الخميس 26 نوفمبر 2009, 9:50 am من طرف عاشق لتراب مصر
» نزار والغضب
الخميس 26 نوفمبر 2009, 9:48 am من طرف عاشق لتراب مصر
» انا ونزار
الخميس 26 نوفمبر 2009, 9:40 am من طرف عاشق لتراب مصر